تيار العزم | خلاط لـ"العزم": مهرجان طرابلس للافلام أثبت نفسه إقليمياً ودولياً

خاص- موقع تيار العزم

اختتمت منتصف الأسبوع الحالي، فعاليات مهرجان طرابلس الرابع للأفلام الذي نظمته "مؤسسة طرابلس"، الذي فرض نفسه فعالية ثقافية سنوية استقطبت عشرات الأفلام حول العالم.

وعلى هامش المهرجان، كان لـ"العزم" لقاء مع مديره ومؤسسه الياس خلاط، لإجراء "جردة حساب" سريعة حول هذه التظاهرة الثقافية الدولية.



بكثير من الفخر والشعور بالمسؤولية في آن، يثني خلاط على "مهرجان طرابلس للأفلام"، الذي انطلق عام 2014، معتبراً ما يعرض خلاله على امتداد السنوات الأربع الماضية من أهم الإنتاجات العربية والعالمية، ما يجعله في موقع متقدم عن مهرجانات أخرى كثيرة برزت إلى الضوء قبله بسنوات.

وإذا يفخر بأن "مؤسسة طرابلس"، التي أطلقت المههرجان كإحدى هيئات المجتمع المدني التي عملت على تحسين صورة "الفيحاء" إبان الأحداث التي شهدتها، فإنه يرى في ذلك مسؤولية كبرى، وهو ما دفع المؤسسة إلى العمل بأقصى طاقة ممكنة.

المهرجان في سطور

ويؤكد خلاط أن المهرجان منذ انطلاقته، كان دولياً بامتياز، رغم عدم استقطابه عدداً كبيراً من الأفلام في سنته الأولى: ففي حين لم يتجاوزعدد الأفلام المستقطبة في عام 2014، 54 فيلماً، تم اختيار 30 منها للمشاركة في المسابقة الرسمية، فإن النسخة الرابعة شهدت استقطاب ما يزيد على 400 فيلم من أكثر من ثلاثين جنسية مختلفة، يشارك منها 44 في المسابقة الرسمية، حيث تُمنح جائزة أفضل فيلم عن الفئات التالية: الروائي الطويل، الروائي القصير، الوثائقي، وأفلام التحريك، مع استحداث جائزة الجمهور لهذا العام، حيث يصوت الحضور للفيلم اللبناني القصير.

ويتميز المهرجان بأفلام العرض الأول، سواء على مستوى لبنان أو العالم العربي، وعالمياً في بعض الأحيان.

لجنة التحكيم

وتتكون لجنة التحكيم لهذا العام من خمسة أعضاء من جنسيات مختلفة، برئاسة المخرج المعروف فيليب عرقتنجي، وعضوية الفنانة جوليا قصار، والمخرج هادي زكاك، سام لحود، والناقد السينمائي أحمد شوقي من مصر. ويعرب خلاط عن سروره بأن جمهور المهرجان يكبر سنة بعد سنة، والمسؤولية تكبر في استعادة حضور السينما كوسيلة للتسلية إضافة إلى دورها الثقافي.

كل ذلك، يؤكد ان مهرجان طرابلس للأفلام تمكن من إثبات نفسه على الخريطة الثقافية الإقليمية العربية، رغم حداثة سنه، خاصة وأنه يتضمن فعاليات متعددة خارج إطار العرض السينمائي على غرار منتدى السينمائيين المتخصصين الذي يسعى إلى جمع السينمائيين الشباب بالمخضرمين الذي يعمل بجد منذ سنتين، إضافة إلى عروض سينمائية في الهواء الطلق. وهذا ما أدى إلى اتساع التغطية الإعلامية سواء في لبنان او العالم العربي.

واقع السينما والتحديات

ويأسف خلاط للواقع الذي وصلت إليه السينما والثقافة في المدينة بشكل عام، حيث تراجع حضور دُور السينما بشكل كبير، لتحل محلها المقاهي كوسيلة ترفيهية أولى. من هنا، فإن جزءاً من رسالة المؤسسة يتمثل في استعادة هذا الحضور.

أما التحديات التي يواجهها المهرجان، فإن كونه خارج العاصمة، هو تحدٍّ بحد ذاته نظراً للمركزية الخانقة التي يرزح تحتها لبنان، مثنياً على الشركاء المؤمنين بضرورة استمرار المهرجان، والذين يعملون على دعمه بشتى الوسائل. إضافة إلى ذلك، فإن غياب دور السينما في المدينة، يشكل تحدياً إضافياً للمهرجان، بما يفرضه ذلك من حاجة إلى يد عاملة متخصصة وكلفة إضافية.

ويصاحب المهرجان فعاليات كثيرة تنظم في مراكز عدة في المدينة، إضافة إلى أنشطة تستهدف المناطق المهمشة تتنوع بين اللقاءات الحوارية والعروض السينمائية وتنظم في الهواء الطلق.

في المحصلة، فإن مهرجان طرابلس للأفلام أصبح موعداً ثقافياً ثابتاً، ومحطة تستقطب أهم الأفلام العربية والعالمية، وجزءاً مما ينبغي أن تكون عليه هوية طرابلس التي يتمناها أهلها.

حاوره: عثمان هوشر