تيار العزم | "العزم" تبادر الى حل مشكلة المياه في التبانة والقبة

صحيح أن لبنان بأكمله يعاني شحاً في المياه، استدعى إطلاق أكثر من صرخة لحل هذه المعضلة، إلا أن للمشكلة في منطقة التبانة  "طعماً "  آخر، كونها تعتبر سلسلة في حلقة تضاف الى المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، الناتجة عن الإهمال المزمن. ومع ارتفاع حرارة الصيف، والتقنين المستمر في الكهرباء، عادت مشكلة المياه في التبانة لتطفو على السطح. في هذا السياق، نفذ أهالي المنطقة سلسلة اعتصامات ظلت صامتة في أغلب الأحيان.

كما طالت هذه الأزمة أيضاً أجزاء من شوارع منطقة القبة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقتين مما حال دون ضخ المياه وايصالها للمنازل، الأمر الذي دفع بالأهالي لاتهام المعنيين بسرقة المياه خلال فصل الصيف وتحويلها للمنتجعات السياحية ومناطق الاصطياف، في مقابل رفض مصادر مصلحة المياه هذا الاتهام، معتبرة ان الانقطاع يعود لأسباب تتعلق باهتراء الشبكة في المنطقتين.


تدخل "العزم"


ومن أجل العمل على حل ولو مؤقت لهذا الأمر، عمدت "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية"، الى جر المياه من آبار موجودة في التبانة لمئات المنازل، من خلال تمديدات خارجية في الهواء. وقد شدد أبناء المنطقة على انهم ينتظرون من هذه الشبكة الجديدة المساهمة في حل مشكلة المياه، مؤكدين على أهميتها لا سيما في فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

ويهدف المشروع إلى تأمين حوالي مليوني ليتر يومياً، ويعتمد بحسب القيمين عليه، على بئرين رئيسيين: أحدهما موجود في شارع سوريا (بئر الجندي)، والآخر يُعمل على حفره داخل ساحة الأسمر. وستجمع المياه من البئر الأول داخل ثلاثة خزانات تبلغ سعة الواحد منها 10 آلاف ليتر، لتنقل بأنابيب طائرة إلى ثلاثة محطات مؤقتة تحتوي كل منها على ستة خزانات بسعة 12 ألف ليتر لكل منها. أما البئر الثاني في ساحة الأسمر، فتبلغ طاقته 2 مليون ليتر، سيتم استجرارها إلى 40 خزاناً تبلغ سعة كل منها حوال 2000 ليتر.


كما ستقام محطات صغيرة لتوزيع المياه ضمن الأحياء الداخلية. إضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع حفر بئر في القبة، بسعة 24 مليون ليتر، للعمل على تغذية المنطقة، وتحويل جزء من المياه إلى التبانة.

أما اعتماد تقنية الشبكة "الهوائية"، فيعود بحسب القيمين إلى أن مصلحة مياه المدينة، بصدد إعداد تأهيل شبكة المياه في المدينة ككل. وبالتالي فإن هذه الآلية التي أعتمدت لن تتعارض مع أي جهد تقوم به المصلحة في المستقبل.

وبرأي العديد من المواطنين الذين أثنوا على مبادرة "العزم" لحل هذه المشكلة، إن المنطقة عانت الأمرين في الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك، حيث انقطعت المياه بشكل متواصل الأمر الذي ولد الكثير من المشاكل في المنطقة.

وهكذا، تبدأ مسيرة "الألف ميل" في حل مشكلة المياه المستعصية في المنطقة، إلا أنها ولا شك، بحاجة إلى مواكبة أكبر من الجهات الرسمية، لتتمكن من أداء دورها بالشكل الأمثل.